علاء سامي«في حضارة مصر يتنفّس الزمن سرّه العميق؛ ينساب النيل من باطن الوعي..»
في حضارة مصر يتنفّس الزمن سرّه العميق؛ ينساب النيل من باطن الوعي.. يوقظ في الروحِ ممرّاتها، ها هنا.. تتقدّم الأحجار ككهنة صامتين، تحمل حكمة لا تُترجَم إلا لمن يصغي بقلب أمين، في ظلال الأهرام ينهض الإنسان من رماد شكّه؛ يبحث في الخلود معناه، يدرك يقين الروح وسرّ المعمار الأسمى..، وفي هدوء المعابد وهيبتها تتردّد أسئلة الوجود كتراتيل تصغى لها القلوب قبل الآذان..، تجبر المُريد بتجديد وعيه للّذي حقًا يدركه -هكذا عاشت مصر- حضارة تشعّ في الداخل، وتفتح دروب المعرفة لمن على التأمل يجرؤ ويكافح الإدراك.
![]() |
| الأرض التي تُنطق الروح بقلم علاء سامي |
وفي أرض الطُهر؛ تتخفّى الأسرار في نبرة الريح.. مَرّ أهل النور كشروق شمس الاشتياق والمُراد، يسكبون في الأرواح شذى الحكمة الأولى، في باطن العقول تتردّد أرواح عليّ وأبا السرّ، لا كإسم تاريخي أو قصصي.. بل كقيمة تنصت لها النفس والروح، ومع أصحاب الحِكمة المُستترة ينهض الوجدان الروُحيّ كمحراب، يفتح للروح دروبًا لا تُرى.. يُعيد للزمن نَبرته الشفّافة ورونقه البريء، ها هنا الأرض التي تُنطِق الروح ويمتزج الإرث بالمحبّة، ويتّسع صدر مصر لطبقات من الدلالة، وتنشدُ وحدة الروح في عُمقها؛ جمالٌ يقترب من صفاء الوحي دون أن يمسّه، ويترك في القلب أثر الاشتياق والعِشق والإرتباط.
